الجمعة، 25 أكتوبر 2013

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :

النَّفـسُ تبكـي على الدُّنيـا وقد علمـتْ   ***   أنَّ السـَّعادة فيـها ترك ما فيـــها 
لا دار للـمرء بعــد المـوت يسكنـها     ***   إلاّ التي كان قبل المـوت بانيـــها
    فان بنـاها بخـيرٍ طـاب مسـكـنه    ***   وإن بنـاهـا بِشــَــرٍّ ٍّخـــاب بانيـــــها

أمــوالنـا لــذوي المـيراث نجــمعها     ***   ودورنـا لخــراب الــدَّهر نبنيــها
    أين المـــلوك التــي كانــت مســلطنــةً ***   حتى ســقاها بكـأس المـوت ساقـيـها
      فـــكم مـــدائن فــي الآفـــاق قد بنيت   ***   أمست خــراباً وأفنــى المــوت أهليــها

   لا تــركـنَن ّإلـى الــدُّنيـا ومـــا فيــها ***   فالـمــوت لاشــــكّ يفـنيـنا ويفـنيـــها
لكــــلِّ نفــسٍ وإن كــانــت علـى وجـلٍ***   مــن الـمـنـيَّة آمـــــالٌ تقـــوِّيــــها
  الــمرءُ يبـسطها والــدَّهر يقبضـــها    ***   والنَّفـس تنشرهــا والمـوت يطويـها

   إنَّ المـــكارم أخــلاقٌ مطــهـَّـرة       ***    الدِّيـــن أولــــهـــــا والعــقــــل ثانيـــــها
والعـــلم ثـــالثـــها والحلم رابعها      ***    والجُّود خامسها والفــضل سادســــها
والبــِرّٰ ســـــابـعهـا والشـُّكـر ثامنها   ***     والصَّبر تاسعــهـا والليــن باقيـــها

والنــَّفــس تعـلــــم أنـِّي لا أصـادقــها ***     ولسـت أرشــد إلاّ حين أعصيــــــها
واعمــل لـــــدارٍ غداً رضــــوان خازنها *** والجَّار أحمــد والرَّحمن ناشيــها
قصــورها ذهــبٌ والمِسكُ طيــنتـها       *** والزَّعفــران ربيـــعٌ نابــتٌ فيـــــها

أنــــهارها لبــنٌ محضٌ ومن عـســـلٍ    ***  والخمر يجري رحيقــاً في مجاريها
والـــطَّيـر تجــري على الأغصان عاكـــفةً *** تسبــِّح الله جهراً في مغـــانيهـــا
مـن يشـتري الدّارَ في الفــِردَوسِ يَعْمُرُها   *** بــركعةٍ في ظــلام الليــل يُحييهــــا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق